و لد أبو القاسم الشابي نهار الأربعاء في الرابع و العشرين من شباط عام 1909 م في بلدة " توزر " التونسية . والده ، الشيخ محمد الشابي ، كان رجلاً صالحاً ، تولى القضاء في أنحاء البلاد التونسية خارج العاصمة لفترة امتدت بين عامي 1910 ، تاريخ توليه القضاء ، و حتى وفاته في العام 1929 . و كان من نتيجة ذلك أن الشاعر لم ينشأ في مسقط رأسه ، بل خرج منه في السنة الأولى من عمره مع الأسرة ، حين بدأ والده بالطواف في البلدان التي كان يعين فيها للقضاء و كان لهذا الطواف الذي دام تسع عشرة سنة أثره على الشاعر من جميع النواحي . فقد تعرض الطفل الناشئ ، النحيف الجسم ، المديد القامة ، السريع الإنفعال لجميع أنواع المناخ في البلاد التونسية ، من حرّ المدن الساحلية إلى برد الجبال المرتفعة ، كما تعرض إلى الاحتكاك بمختلف العادات و اللهجات بين أهل الشمال و أهل الجنوب ، و بين تلك البيئات و المدن التي تنقل بها الشاعر ، ما يقدر بمئات الأميال أحياناً .
و إذا كان هذا الترحال قد حرمه من الإستقرار في المدرسة الواحدة ، فقد أكسبه خيالاً متوثباً و غذى ذاكرته بصور البيئة التونسية المتنافرة و عمق تجربته الشعرية ، فأطلقه من حدود البيئة الضيقة ، و أكسبه تجربة إنسانية شاملة .
ساءت حاله في آخر عام 1933 و اشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش حتى إذا مرّ الشتاء و أقبل الربيع حلام عليه أطباؤه الكتابة و المطالعة و طلبوا إليه أن ينتقل إلى " حامة تورز " طلباً للراحة و هي موضع فيه عين ماء حار تستشفي بها بعض العلل . و أخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي ، فغادر الشابي إلى العاصمة حيث دخل مستشفى الطليان في الثالث من تشرين الأول سنة 1934 قبل وفاته في التاسع منه عند الساعة الرابعة صباحا من نهار الاثنين . و نقل جثمانه في أصيل ذلك اليوم إلى " توزر " و دفن فيها . و قد نال الشابي بعد وفاته عناية كبرى ، و تألفت عام 1946 لجنة لإقامة ضريح له نقل رفاته إليه باحتفال مهيب في الثالث عشر من شهر أيار سنة 1946 حضره جمع غفير من رجال العلم و الأدب و السياسة .[center]
و إذا كان هذا الترحال قد حرمه من الإستقرار في المدرسة الواحدة ، فقد أكسبه خيالاً متوثباً و غذى ذاكرته بصور البيئة التونسية المتنافرة و عمق تجربته الشعرية ، فأطلقه من حدود البيئة الضيقة ، و أكسبه تجربة إنسانية شاملة .
ساءت حاله في آخر عام 1933 و اشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش حتى إذا مرّ الشتاء و أقبل الربيع حلام عليه أطباؤه الكتابة و المطالعة و طلبوا إليه أن ينتقل إلى " حامة تورز " طلباً للراحة و هي موضع فيه عين ماء حار تستشفي بها بعض العلل . و أخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي ، فغادر الشابي إلى العاصمة حيث دخل مستشفى الطليان في الثالث من تشرين الأول سنة 1934 قبل وفاته في التاسع منه عند الساعة الرابعة صباحا من نهار الاثنين . و نقل جثمانه في أصيل ذلك اليوم إلى " توزر " و دفن فيها . و قد نال الشابي بعد وفاته عناية كبرى ، و تألفت عام 1946 لجنة لإقامة ضريح له نقل رفاته إليه باحتفال مهيب في الثالث عشر من شهر أيار سنة 1946 حضره جمع غفير من رجال العلم و الأدب و السياسة .[center]