معدم انا رغم ثرائي …. مواطن بلا وطن … فلسطيني بلا فلسطين …
لا شيء يشبهني في غربتي … فأنا لم اعد انا .. واسمي لا يذكرني الا بشخص
كان لا يعرف معنى الاستسلام والهزيمة
يوم غادرت حيفا … كنت طفلا … ولكن ذكرى هذا اليوم مطبوعة على
صفحات أيامي ….
يومها … تركت طفولتي صريعة على شاطىء البحر الدافىء … وتحطمت قلعتي
التي بنيتها من الرمال انا وابي …
لم استطع ان اقف دقيقة حداد على حجارة البيت الذي تهدم فوق سنين عمري …
غادرنا حيفا …. رأيت ابي يلملم حطام آمال واحلام كان قد بناها … وامي الحبيبة …
كانت محظوظة لتمكنها من حمل اخوتي الصغار …. وانا معهم …
تركنا كل شيء وراءنا على امل العودة بعد العاصفة الهمجية …
ولكن … لم يكن احد يعلم اننا لن نرى وطننا بعد هذا اليوم …
كان دويٍٍِّّ القصف مرعبا … والناس تتراكض من حولي …صراخ وبكاء ..
ووطن صغير
نحضنه بين قلوبنا الصغيرة ….
وهناك … في هذا الركن الضيق ( كعلبة الكبريت ) استطعنا ان نحيا دون حياة …
فلا وطن ولا قلب ولا امل …
تحطم كل ما كان جميلا في حياتي لأبدأ حياة جديدة دون معنى او هدف… وكان
عليّّ ان امضي ما تبقى من عمري على امل العودة الى مدينتي الحبيبة.
أشتاق وأبكي … وما بين اشتياقي وبكائي وطن من الاحزان لا ينتهي …
سنوات من الاسى مضت …. وقفت امام المرآة … فرأيت نفسي …
كان وجهي شاحبا …وعيوني ذابلة …
تخطيت الاربعين سنة اليوم …ياااه … مرّ زمن عليّ وانا احفر في نفق لا بداية له
ولا نهاية …
كان اجمل ما حصدته هو اولادي الثلاثة … وامهم فلسطينية الاصل من نابلس
عشنا هموم بعضنا وضمّدنا كل الجراح التي اصابتنا … ولكن ّ!!
بقي هناك امل العودة
يراودني شعور بالخيانة عندما اضحك ….
ويرعبني ان ارى مستقبل اولادي دون ان يعرفوا وطنهم …
أتوق للعودة هناك …
حاولت مرارا دون جدوى … فأنا ممنوع من هويتي …. معتقل خارج وطني …
ومحكوم عليّ بالاعدام في زنازين الغربة الابدية ان طالبت بحقوقي …
محروم انا من فلسطينيتي ..
ففي هويتي مكتوب … ( بلا جنسية )
……….( بلا وطن )
…… ( بلا احلام )
…. و ( بلا كرامة
لا شيء يشبهني في غربتي … فأنا لم اعد انا .. واسمي لا يذكرني الا بشخص
كان لا يعرف معنى الاستسلام والهزيمة
يوم غادرت حيفا … كنت طفلا … ولكن ذكرى هذا اليوم مطبوعة على
صفحات أيامي ….
يومها … تركت طفولتي صريعة على شاطىء البحر الدافىء … وتحطمت قلعتي
التي بنيتها من الرمال انا وابي …
لم استطع ان اقف دقيقة حداد على حجارة البيت الذي تهدم فوق سنين عمري …
غادرنا حيفا …. رأيت ابي يلملم حطام آمال واحلام كان قد بناها … وامي الحبيبة …
كانت محظوظة لتمكنها من حمل اخوتي الصغار …. وانا معهم …
تركنا كل شيء وراءنا على امل العودة بعد العاصفة الهمجية …
ولكن … لم يكن احد يعلم اننا لن نرى وطننا بعد هذا اليوم …
كان دويٍٍِّّ القصف مرعبا … والناس تتراكض من حولي …صراخ وبكاء ..
ووطن صغير
نحضنه بين قلوبنا الصغيرة ….
وهناك … في هذا الركن الضيق ( كعلبة الكبريت ) استطعنا ان نحيا دون حياة …
فلا وطن ولا قلب ولا امل …
تحطم كل ما كان جميلا في حياتي لأبدأ حياة جديدة دون معنى او هدف… وكان
عليّّ ان امضي ما تبقى من عمري على امل العودة الى مدينتي الحبيبة.
أشتاق وأبكي … وما بين اشتياقي وبكائي وطن من الاحزان لا ينتهي …
سنوات من الاسى مضت …. وقفت امام المرآة … فرأيت نفسي …
كان وجهي شاحبا …وعيوني ذابلة …
تخطيت الاربعين سنة اليوم …ياااه … مرّ زمن عليّ وانا احفر في نفق لا بداية له
ولا نهاية …
كان اجمل ما حصدته هو اولادي الثلاثة … وامهم فلسطينية الاصل من نابلس
عشنا هموم بعضنا وضمّدنا كل الجراح التي اصابتنا … ولكن ّ!!
بقي هناك امل العودة
يراودني شعور بالخيانة عندما اضحك ….
ويرعبني ان ارى مستقبل اولادي دون ان يعرفوا وطنهم …
أتوق للعودة هناك …
حاولت مرارا دون جدوى … فأنا ممنوع من هويتي …. معتقل خارج وطني …
ومحكوم عليّ بالاعدام في زنازين الغربة الابدية ان طالبت بحقوقي …
محروم انا من فلسطينيتي ..
ففي هويتي مكتوب … ( بلا جنسية )
……….( بلا وطن )
…… ( بلا احلام )
…. و ( بلا كرامة