الشيخ نور الدين السالمي رحمه الله
هو الشيخ العلامة: نور الدين أبو محمد عبدا لله بن حميد بن سلوم السالمي،ولد في بلدة الحوقين من أعمال الرستاق من أبوين كريمين في عام (1286هـ) ونشأ بها وتعلم القرآن،وحفظه على والده حميد بن سلوم بن عبيد،وقد رزقه الله حافظة قوية،فكان لا يسمع شيئا إلا ويحفظه،وقد كف بصره في السنة الثامنة عشرة من عمره،فعوضه الله عنه نورا في بصيرته،فكان لا يكاد ينسى شيئا مما حفظه ويعيه فهما وفقها وكان ذا عزيمة قوية صارمة تفل الحديد فبز أقرانه علما وأدبا وفقها وتحقيقا.
شيوخه والفنون التي أخذها عنهم:
وقد التحق بالرستاق،ولازم مجالس علمائها الأفاضل يكرع من مناهلهم الصافية الغزيرة،وكانت الرستاق يوم ذاك عامرة بمجالس العلماء،فظل شيخنا ملازما لهم حتى بعد ذهابه إلى الباطنة،ومن هؤلاء وفي مقدمتهم: الشيخ ماجد بن خميس بن راشد العبري،والشيخ راشد بن سيف اللمكي،والشيخ محمد الهاشمي،والشيخ محمد بن سيف الرحيلي،والشيخ محمد بن مسعود البوسعيدي،وقد لازمهم اثنين وعشرين عاما (22)،ثم انتقل من الرستاق إلى الشرقية، حين سمع بفضل العالم الكبير: الشيخ صالح بن علي الحارثي،فنزل أول الأمر ببلدة المضيبي في جوار الشيخ سلطان بن محمد الحبسي،ثم انتقل إلى القابل بلدة الشيخ صالح المذكور،وهناك استقر،وألقى عصا التسيار،فلازمه ست سنوات(6)،إلى أن وافاه أجله،فخلفه بعده في نشر العلوم والدعوة والإرشاد وأكثر ما أخذ العلم عنه،ويمكننا القول إن نسب الدين في عمان،جاز على الشيخ السالمي على طريق شيخه صالح بن علي لكثرة ما درس عليه من فنون العلم،فقد أخذ عنه التفسير والحديث وأصول الدين وأصول الفقه والنحو،والصرف،والمعاني والبيان والبديع والمنطق،ثم بعد وفاة شيخه ظل ينشر هذه العلوم في طلبته الذين أصبحوا بعد أكثر شيوخ أهل عمان.
مؤلفاته وآثاره:
ترك_رحمه الله_ مؤلفات كثيرة في مختلف الفنون منها: في أصول الدين منظومة في ثلاثمائة بيت من الرجز،سماها "أنوار العقول" وقد شرحها مرتين،شرحها شرحا مختصرا سماها: "بهجة الأنوار" ثم شرحها مطولا سماها "مشارق الأنوار". وله أيضا في التوحيد قصيدة في سبعة وسبعين بيتا جمع فيها قواعد التوحيد وما لا يسع المكلف جهله سماها "صواب العقيدة"،وله أيضا منظومة في التوحيد محكمة سماها "غاية المراد في الاعتقاد" وله أيضا في الموضوع : "كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة" منظومة. كما ألف في أصول الفقه،فقد نظم أرجوزة في ألف بيت سماها "شمس الأنوار" في أصول الفقه من أبدع النظم وأمتنه شرحها في مجلدين شرحا ضافيا سماه "طلعة الشمس". ومن مؤلفاته شرح مسند الإمام "الربيع بن حبيب" في ثلاثة مجلدات،وله في الفقه منظومة تنيف على ألفي بيت نظم فيها مختصر الخصال،للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي_رحمه الله- وشرحها في ثمانية مجلدات ضخمة في شرح بديع في فقه مقارن سماه "معارج الآمال على مدارج الكمال" انتهى فيه إلى الاعتكاف،وقد انتصف ما كان نوى أن يتمه،فقد كان ناويا أن يجعله في ستة عشر مجلدا لو لم تعاجله المنية،وله في الفروع كتاب "تلقين الصبيان" ومن أجل مؤلفاته كتاب "جوهر النظام" في الأديان،وهو أرجوزة تنيف على أربعة عشر ألف بيت في أسلوب سلس محكم متين،قل أن يكون له نظير،وله في الفتاوى والمسائل كتاب : "العقد الثمين" في سبعة أجزاء.
ومن مؤلفاته كتاب" المنهل الصافي في العروض والقوافي" في أرجوزة شرحها شرحا بديعا،وله أيضا كتاب "الحق الجلي في سيرة صالح بن علي" وله كتاب "الشرف التام في شرح دعائم الإسلام" شرح فيه بعض قصائد ابن النضر صاحب الدعائم. ومن تأليفه كتاب قيم جمع فيه بعض تاريخ عمان سماه "تحفة الأعيان يسيرة أهل عمان" جعله في جزأين،ويذكر له ديوان شعر بديع في منتهى البلاغة. وليست آثاره محصورة في تأليفه ورسائله وفتاويه نثرا أو نظما ورجزا،بل كان غرسها غرسا طيبا في قلوب تلاميذه،وأفكارهم، هولاء التلاميذ الذين انتشروا في كل مكان ينشرون العلم،ويخرجون الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم،تقبل الله منهم،وجزى الله كلا من المعلمين والمتعلمين خير الجزاء.
وفاته ومدفنه:
توفي الشيخ نور الدين السالمي_رحمه الله- في بلدة تنوف في شهر ربيع الأول من عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف (1332ه) من هجرة الرسول صلى الله عليه السلام،ودفن في البلد الذي توفي فيه بجنب قير الشيخ حمير ابن ناصر النبهاني،وقد توفي عن سن تناهز السادسة والأربعين وكان سبب موته سقوطه من راحلته وهو ذاهب إلى تنوف ليصلح خللا وقع بينه وبين شيخه ماجد بن خميس العبري من أجل فتواه أي فتوى الشيخ السالمي في الأوقاف التي وقفت على قراءة القرآن على المقابر،إنها ترجع إلى الورثة،فلما سمع الشيخ ماجد بهذه الفتوى غضب،فذهب إليه الشيخ السالمي لإزالة ما حدث من الجفوة وليصلح الخلل،ويرجع العلائق إلى ما كانت عليه_فرحم الله الشيخين وجازاهما عن الإسلام خير الجزاء،وكفانا شر الشقاق والخلاف.
مئة عام على رحيل الأمام نور الدين السالمي رحمه الله .........
فأدعو له بفسيح جنته...((اللهم آمين))... رحمكـ الله...
******************************************************
هو الشيخ العلامة: نور الدين أبو محمد عبدا لله بن حميد بن سلوم السالمي،ولد في بلدة الحوقين من أعمال الرستاق من أبوين كريمين في عام (1286هـ) ونشأ بها وتعلم القرآن،وحفظه على والده حميد بن سلوم بن عبيد،وقد رزقه الله حافظة قوية،فكان لا يسمع شيئا إلا ويحفظه،وقد كف بصره في السنة الثامنة عشرة من عمره،فعوضه الله عنه نورا في بصيرته،فكان لا يكاد ينسى شيئا مما حفظه ويعيه فهما وفقها وكان ذا عزيمة قوية صارمة تفل الحديد فبز أقرانه علما وأدبا وفقها وتحقيقا.
شيوخه والفنون التي أخذها عنهم:
وقد التحق بالرستاق،ولازم مجالس علمائها الأفاضل يكرع من مناهلهم الصافية الغزيرة،وكانت الرستاق يوم ذاك عامرة بمجالس العلماء،فظل شيخنا ملازما لهم حتى بعد ذهابه إلى الباطنة،ومن هؤلاء وفي مقدمتهم: الشيخ ماجد بن خميس بن راشد العبري،والشيخ راشد بن سيف اللمكي،والشيخ محمد الهاشمي،والشيخ محمد بن سيف الرحيلي،والشيخ محمد بن مسعود البوسعيدي،وقد لازمهم اثنين وعشرين عاما (22)،ثم انتقل من الرستاق إلى الشرقية، حين سمع بفضل العالم الكبير: الشيخ صالح بن علي الحارثي،فنزل أول الأمر ببلدة المضيبي في جوار الشيخ سلطان بن محمد الحبسي،ثم انتقل إلى القابل بلدة الشيخ صالح المذكور،وهناك استقر،وألقى عصا التسيار،فلازمه ست سنوات(6)،إلى أن وافاه أجله،فخلفه بعده في نشر العلوم والدعوة والإرشاد وأكثر ما أخذ العلم عنه،ويمكننا القول إن نسب الدين في عمان،جاز على الشيخ السالمي على طريق شيخه صالح بن علي لكثرة ما درس عليه من فنون العلم،فقد أخذ عنه التفسير والحديث وأصول الدين وأصول الفقه والنحو،والصرف،والمعاني والبيان والبديع والمنطق،ثم بعد وفاة شيخه ظل ينشر هذه العلوم في طلبته الذين أصبحوا بعد أكثر شيوخ أهل عمان.
مؤلفاته وآثاره:
ترك_رحمه الله_ مؤلفات كثيرة في مختلف الفنون منها: في أصول الدين منظومة في ثلاثمائة بيت من الرجز،سماها "أنوار العقول" وقد شرحها مرتين،شرحها شرحا مختصرا سماها: "بهجة الأنوار" ثم شرحها مطولا سماها "مشارق الأنوار". وله أيضا في التوحيد قصيدة في سبعة وسبعين بيتا جمع فيها قواعد التوحيد وما لا يسع المكلف جهله سماها "صواب العقيدة"،وله أيضا منظومة في التوحيد محكمة سماها "غاية المراد في الاعتقاد" وله أيضا في الموضوع : "كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة" منظومة. كما ألف في أصول الفقه،فقد نظم أرجوزة في ألف بيت سماها "شمس الأنوار" في أصول الفقه من أبدع النظم وأمتنه شرحها في مجلدين شرحا ضافيا سماه "طلعة الشمس". ومن مؤلفاته شرح مسند الإمام "الربيع بن حبيب" في ثلاثة مجلدات،وله في الفقه منظومة تنيف على ألفي بيت نظم فيها مختصر الخصال،للشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي_رحمه الله- وشرحها في ثمانية مجلدات ضخمة في شرح بديع في فقه مقارن سماه "معارج الآمال على مدارج الكمال" انتهى فيه إلى الاعتكاف،وقد انتصف ما كان نوى أن يتمه،فقد كان ناويا أن يجعله في ستة عشر مجلدا لو لم تعاجله المنية،وله في الفروع كتاب "تلقين الصبيان" ومن أجل مؤلفاته كتاب "جوهر النظام" في الأديان،وهو أرجوزة تنيف على أربعة عشر ألف بيت في أسلوب سلس محكم متين،قل أن يكون له نظير،وله في الفتاوى والمسائل كتاب : "العقد الثمين" في سبعة أجزاء.
ومن مؤلفاته كتاب" المنهل الصافي في العروض والقوافي" في أرجوزة شرحها شرحا بديعا،وله أيضا كتاب "الحق الجلي في سيرة صالح بن علي" وله كتاب "الشرف التام في شرح دعائم الإسلام" شرح فيه بعض قصائد ابن النضر صاحب الدعائم. ومن تأليفه كتاب قيم جمع فيه بعض تاريخ عمان سماه "تحفة الأعيان يسيرة أهل عمان" جعله في جزأين،ويذكر له ديوان شعر بديع في منتهى البلاغة. وليست آثاره محصورة في تأليفه ورسائله وفتاويه نثرا أو نظما ورجزا،بل كان غرسها غرسا طيبا في قلوب تلاميذه،وأفكارهم، هولاء التلاميذ الذين انتشروا في كل مكان ينشرون العلم،ويخرجون الناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم،تقبل الله منهم،وجزى الله كلا من المعلمين والمتعلمين خير الجزاء.
وفاته ومدفنه:
توفي الشيخ نور الدين السالمي_رحمه الله- في بلدة تنوف في شهر ربيع الأول من عام اثنين وثلاثين وثلاثمائة وألف (1332ه) من هجرة الرسول صلى الله عليه السلام،ودفن في البلد الذي توفي فيه بجنب قير الشيخ حمير ابن ناصر النبهاني،وقد توفي عن سن تناهز السادسة والأربعين وكان سبب موته سقوطه من راحلته وهو ذاهب إلى تنوف ليصلح خللا وقع بينه وبين شيخه ماجد بن خميس العبري من أجل فتواه أي فتوى الشيخ السالمي في الأوقاف التي وقفت على قراءة القرآن على المقابر،إنها ترجع إلى الورثة،فلما سمع الشيخ ماجد بهذه الفتوى غضب،فذهب إليه الشيخ السالمي لإزالة ما حدث من الجفوة وليصلح الخلل،ويرجع العلائق إلى ما كانت عليه_فرحم الله الشيخين وجازاهما عن الإسلام خير الجزاء،وكفانا شر الشقاق والخلاف.
مئة عام على رحيل الأمام نور الدين السالمي رحمه الله .........
فأدعو له بفسيح جنته...((اللهم آمين))... رحمكـ الله...
******************************************************